رحت الانتخابات النهاردة ؟

[الاستاذ على الدين يحيى]

أتفقت مع أفراد أسرتى على الذهاب مبكراً إلى لجان الانتخابات كلُ إلى اللجنة الخاصة به
كنت أمام لجنتى ( مدرسة حدائق الزيتون الابتدائية ) فى تمام الساعة الثامنة إلا عشرة دقائق صباحاً - وكنت أعتقد إننى سأكون أول الناخبين !
وجدت أفراد من القوات المسلحة على الباب الخارجى فسألت أحدهم هل بدأت الانتخابات ؟ لم يرد وأكتفى بالاشارة لى بالدخول إلى داخل المدرسة ! دخلت وبى شيئ من التعجب ، فقد سمعت من التليفزيون ومن السيد رفعت قمصان رئيس اللجنة العليا للانتخابات بأن الناخب لن يدخل من باب المدرسة إلا بعد التأكد من أن أسمه موجود ضمن الناخبين بهذه المدرسة !
المهم ... دخلت وفوجئت بكم ليس بالقليل من الناخبين اللذين سبقونى فسألت أحدهم عن مكان لجنتى الفرعية فدلنى والحمد لله ووصلت اليها ووجدت طابور وكنت تقريباً رقم عشرة فى هذا الطابور
لاحظت عدم تواجد أى فرد شرطة ! كما أن الممر أما اللجان فى هذه المدرسة ضيق جداً مما لايسمح بالحركة نزولاً وصعوداً خاصةً عندما تزدحم اللجنة بالناخبين
علمت أن عملية الانتخاب لم تبدأ بعد فقلت ربما لأن الساعة الثامنة بقى عليها دقائق ثم تبدأ... ولكن أصبحت الساعة الثامنة والربع ولم تبدأ العملية بعد !! ظهر مقدم من الشرطة دخل اللجنة الفرعية ثم غادرها - تململ الجميع وسألوا عن سر هذا التأخير ! خاصة وأن معظم الواقفين من السن الكبير والآخرون يريدون العودة لأعمالهم وكانت المفاجأة : لم يصل الحبر الأحمر للآن وكذلك لم تصل الأقفال لإغلاق صناديق الانتخاب !!! بدأت المناقشات مع عضو النيابة رئيس هذه اللجنة ( مدام أو آنسة صغيرة السن !! ) وبدأت هى فى إجراء إتصالات كثيرة من خلال المحمول لديها دون جدوى . كما أن بعض الموظفين العاملين داخل اللجان لم يصلوا رغم أن الساعة قد تجاوزت الثامنة والنصف صباحاً وكذلك لم يصل المندوبين أيضاً .... تطور الأمر وبدأ صوتنا يعلوا وبدأت الاعتراضات على رئيس اللجنة بسبب التأخير لأن هذا الوقت المهدور هو من وقت الشعب ومحسوب من الوقت المتاح للناخبين كما الازدحام قد إزداد كثيراً .
طالب الجميع بإجراء عملية الانتخاب دون حبر أو أقفال للصناديق واضعين ثقتهم فى رئيس اللجنة . لم يستجب رئيس اللجنة ولم يستطع إتخاذ قرار سريع وظهر الارتباك واضحاً عليه . بدأت الأصوات تعلوا بأحد الأمرين إما السماح بالانتخاب لحين وصول الحبر والاقفال أو إنهاء العملية وإبطال عمل اللجنة وهو أمر خطير لايقدر عليه فأختار أن يبدأ .... !!
وقام البعض بتصوير الحالة والمطالبة بتحديد مسئولية تأخير الحبر وكذلك الأقفال
بعد أن قمت بالإدلاء بصوتى توجهت إلى مقدم الشرطة وسألته عمن تقع مسئولية عدم إحضار الحبر والأقفال ؟ فأجاب أنه مثلى تماماً لايعلم شيئاً سوى التواجد بالمدرسة للحفاظ على أمن اللجنة فقط وأنه أمضى أكثر من ساعة يبحث عن مكان تواجدها !!!!
وكان أكبر المعوقات هو عدم معرفة بعض الناس بمكان لجنتهم الرئيسية ( يعنى المدرسة التى سوف ينتخبون فيها ) وبالتالى لا يعرفون شيئاً عن لجنتهم الفرعية أو رقمهم فى الكشف !!
لقد نسى السادة القائمون على العملية الانتخابية ( أعضاء اللجنة العليا للانتخابات ) أن نسبة كبيرة من الشعب المصرى تحت خط الفقر وأنهم لا يملكون لا هاتف أرضى ولا محمول !!! وبالتالى فليس لديهم وسيلة لمعرفة كافة المعلومات المطلوبة . وللأسف لم يجد هؤلاء أى أحد يدلهم على لجانهم !!! .
بل وصل الأمر أن أحد الأخوة وكان خلفى فى الطابور قال لى : أنا مش عارف أختار مين وإزاى ؟
،،،،،،،،
المجلس العسكرى جميع أفراده وطنيون مائة بالمائة ولكنهم يجهلون كل شيئ عن طبيعة الشعب ومعاناته وأستأثر بالحكم ( وهذا هو الخطأ الأكبر ) ولذلك كانت قرارته متأخرة دائماً وأهمل قرارات ثورية كان لابد من إتخاذها فى وقتها .
وكان لابد من مشاركة المدنيين الشرفاء فى حكم هذه البلد حتى يخرج القرار سليماً ومؤثراً .
أما عن القضاء على الفساد فإنه مازال موجود ولكنه موجود فينا نحن وأصبح سلوك يومى لنا وأعتقد أننا لن نقضى على الفساد بمجرد قرار ! ولكن أولى خطوات القضاء على الفاسد هو محاسبة كل مسؤول فى موقعه . فمثلاً لو تم محاسبة المسؤول عن تأخير الحبر والأقفال محاسبة فعلية بالخصم أو العزل فهى خطوة ممتازة نحو القضاء على فسادنا ، ولو تم محاسبة الموظفين المتأخرين عن اللجنة فهى خطوة أخرى جيدة للقضاء على الفاسد . أرى أن القضاء على الفساد الذى زرعه نظام الفاسد مبارك داخل ضميرنا يبدأ من القمة إلى القاعدة فى نفس الوقت الذى يبدأ فيه من القاعدة إلى القمة . وإذا أخذنا اتجاه واحد فقط منهما فإننا بمجرد الانتهاء منه يكون قد تكون طابور جديد من الفساد ونكون ندور فى حلقة مفرغة .
فليس مجرد تغيير الوزير يصلح من شأن الوزارة ! ففى الوقت الذى يحاسب فيه الوزير وكيل الوزارة الذى أخطأ تكون محاسبة عامل النظافة على أهماله فى أداء عمله فى نفس الوقت . وهكذا إلى أن يلتقى الخطان فى نقطة فى وسط المسافة .
ملحوظة : أستمرت الدعاية للمرشحين أثناء العملية الانتخابية رغم مخالفة ذلك لقوانين الانتخابات .
وأخيراً :
أهيب بكل مواطن مصرى يحب مصر أن يشارك فى الانتخابات وألا يتقاعس عنها
وأرجو من كل مصرى بسيط أن يسأل جاره المثقف عن المعلومات المطلوبة لتسهيل العملية الانتخابية وكيف ينتخب ومن ينتخب ؟ أرجو من كل مواطن أن يكون قد أستقر فى ذهنه أسماء من سيختارهم قبل ذهابه للجنة الانتخاب وألا يترك ذلك للحظة الأخيرة حتى لا يكون فريسة سهلة لأصحاب الدعاية على أبواب اللجان .
إخوانى المواطنون لا تخشوا الخروج والمشاركة فى الانتخابات فالأمن متوفر متوفر متوفر ولكن أتباع النظام البائد هم من يريدون إشاعة الفوضى بقولهم أنه لا يوجد أمن ولا أمان . وهذا كذب كذب كذب .....

ياريت كل عضو يدخل ويكتب عن إنطباعاته عن مارآه وعاشه أثناء عملية الانتخابات .