مشروعات وأنشطة جماعية في العطلة الصيفية

[احمد الدرس]

إن عمل الفرد مع نفسه قد يأتي بنتائج إيجابية، ولكن إذا كان مع مجموعة وبطريقة صحيحة ومنظَّمة؛ فإنه يأتي بنتائج أفضل، كما أن دائرة الخير تعمُّ أكثر، والإسلام يحثُّنا على الجماعة والعمل الجماعي، فالخطاب دائمًا في القرآن بالجمع.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا﴾ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يد الله مع الجماعة"، وأيضًا قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا"..
هذه المشروعات يمكن أن تتكون من أفراد الأسرة، أو الأقارب، أو الجيران، أو الأصدقاء، أو الزملاء.. فبدلاً من مكث الشباب أمام النت مدةً طويلةً والانعزال عن العمل الجماعي- رغم ما في النت من بعض الفوائد- فإنَّ الاشتراك في هذه المشروعات نفعها متنوع وتقوِّي العلاقة بين الأفراد، ويصبح المجتمع متعاونًا في الخيرات.
فهيَّا نشجِّع أبناءنا على هذه الأنشطة والمشروعات الجماعية، خاصةً في العطلة الصيفية؛ حيث مدتها قد تكون ثلاثة أشهر أو أكثر؛ أي ليست بالقليلة، فيمكن للمجموعة أن تستفيد منها كثيرًا، فهؤلاء الأبناء هم رجال الغد الذين ستنهض بهم أمة الإسلام إن شاء الله.
فيمكن أن تجتمع المجموعة وتكتب كل ما تريد أن تفعله من مشروعات وتضع خطةً للتنفيذ، كما تحث غيرها من الأصدقاء الذين في أماكن أخرى على مثل هذه المشروعات.
فهذه أمثلة لبعض المشروعات:
1- مشروع صلاة الجماعة في المسجد.. على الوالدين حثُّ أبنائهم على أن يؤدوا الصلاة كلها في المسجد، وكذلك يتعاهد الأصدقاء أو الجيران بعضهم بعضًا على أن يذهبوا إلى صلاة الجماعة في أقرب مسجد لهم، خاصةً صلاة الفجر.
2- مشروع القرآن.. قراءهً وتجويدًا وحفظًا، ويمكن تحديد جزء أو أكثر، تشارك المجموعة في حفظه وتفسيره، والفائزون لهم جائزة.
3- مشروع قيام الليل.. حرص الوالدين على صلاه القيام كل يوم، ثم إيقاظ الأبناء الكبار مرةً في الأسبوع مثلاً، وإيقاظ الأبناء الصغار مرةً في الشهر، وعلى الوالدين أن يذكِّروا أبناءهم بفضل إحياء الليل وثواب الصلاة والناس نيام، وهذا بعد صلاة العشاء أو قبل صلاة الفجر، وبالتالي يذكِّر الأبناء أصحابهم، ويساعدونهم على الاستيقاظ مرةً في الأسبوع أو في الشهر مثلاً، ويتذكَّرون بعضهم بعضًا بالدعاء في هذه الأوقات.
4- مشروع صيام وإفطار جماعي.. أي صيام بعض أيام التطوُّع؛ كالاثنين والخميس، أو ثلاثة أيام منتصف الشهر العربي؛ فالصيام يقوِّي الإرادة، خاصةً التطوع؛ لأنهم يصومون بين أناس مفطرين، ويمكن أن يتعهَّد الأصدقاء بإيقاظ بعضهم بعضًا للسحور، ثم يفطروا معًا ويشتركوا في تحضير الطعام ويكون الإفطار في بيت أحدهم، سواء كانوا جيرانًا أم أقاربَ أم أصدقاء.
5- مشروع الزيارة.. تقوم المجموعة بزيارة لمرضى في مستشفى أو مريض في منزله, أو زيارة للمقابر للعبرة والعظة, أو زيارة ملجأ أو دور أيتام، وإعطائهم بعض الهدايا, أو زيارة دار مسنين, أو زيارة مكتبة عامة، والإطلاع على ما فيها من كتب، أو زيارة أصدقاء أو جيران أو أقارب، ويمكن تحديد يوم في الأسبوع صباحًا أو مساءً لهذا الأمر.
6- مشروع "وقل رب زدني علمًا".. وهو درس أسبوعي للمجموعة أو سماع محاضرة أو ندوة أو مدارسة كتاب شرعي يشتركون في تحضيره، أو جلسة متعددة الموضوعات.
7- مشروع الله جميل يحب الجمال.. وهو اشتراك الجيران في تزيين العمارة، أو جزء من الشارع أمام مسكنهم، ويحثون غيرهم على أن يفعلوا مثلهم من أبناء العمارات المجاورة أو أمام منازلهم، والأبناء يزيِّنون منازلهم حتى يُدخلوا السرور على والديهم.
8- مشروع الرياضة.. سواءٌ في المدرسة أو في مركز الرياضة أو النادي؛ فإن اللعب الجماعي له فوائد اجتماعية، ويُكسب خبراتٍ أكثر، كما يمكن للأبوين أن يشاركا أبناءهما في بعض الألعاب؛ فهذا يُدخل السرور على الأبناء ويقوِّي العلاقة بينهم.
9- مشروع العمل الفني.. سواءٌ كان فنًّا يدويًّا، ثم يعرض في معرض، أو فنًّا مسرحيًّا هادفًا، أو إنشادًا إسلاميًّا يستفاد به في حفلة نهاية العطلة.
10- مشروع اليوم الترفيهي المباح.. يمكن أن يكون رحلةً عائليةً بنية صلة الرحم أو لمجموعة الأصدقاء أو الجيران، سواءٌ كانت الرحلة نيليةً أو بحريةً أو حديقةً، المهم أن يكون المكان مناسبًا، وليس به مخالفات شرعية.
11- مشروع الكسب الحلال.. وذلك بأن يكون هناك معرض كل شهر، أو في نهاية العطلة، يعرض فيه إنتاجه الفني أو منتجات الأسر المنتجة أو أي شيء آخر، ويكون له جزء من الربح، والجزء الآخر يكون للفقراء أو الأيتام أو فلسطين، ويكون المعرض إما في النادي أو في المدرسة أو في مدخل العمارة أو أمام مسجد.
12- مشروع الأقصى وفلسطين.. يمكن للمجموعة القيام بتوعية جماعية عن طريق الحديث مع الأصدقاء والأقارب والزملاء أو عن طريق (الفيس بوك) وذلك بشرح القضية؛ فهي قضية الأمة جمعاء، ونحن جزء منها، وواجب علينا مساندة إخواننا المرابطين هناك ومناصرة الأقصى بكل ما أوتينا من وسائل؛ لذلك يمكن عمل لوحات عن الأقصى وفلسطين، وتوضح عملية تهويد القدس، وكذلك تفعيل المقاطعة، وعمل صندوق للأقصى بنية الجهاد بالمال، يشارك فيه الأقارب والجيران والأصدقاء و... وحثهم على الدعاء لهم، واستشعار كل فرد واجبه في مساندة هذه القضية.
13- مشروع الدورات.. يمكن للمجموعة الاشتراك في دورات علمية، صحية, ثقافية, اجتماعية؛ بما تعود به عليهم وعلى المجتمع من خير ومصلحة.
14- مشروع بنك الحسنات.. يمكن للمجموعة تحديد يوم في الأسبوع (يوم التنافس في الحسنات)، أبوابه مفتوحة لكل ما يخطر ببالهم من حسنات تقترحها المجموعة في اليوم السابق، ويبدأ اليوم من صلاة الفجر والمكث في المسجد حتى الشروق، ثم صلاة ركعتين ثم تنوُّع في الحسنات مثل إخراج صدقة، وإعطاء هدية لقريب صلةَ للرحم, وزيارة مريض, وأمر بالمعروف, ونهي عن المنكر، وخاصةً بين ما يحتاجه الشباب من غض بصر, وحسن خلق, والحجاب الصحيح وغيرها، وذلك عن طريق النت أو لوحة أو مطوية أو كلمات أو نصيحة، فهو يوم للدعوة إلى الله؛ فإن الخير الذي يتعدَّى ثوابه إلى الغير ثوابه أكبر عند الله من الذي يقتصر ثوابه على النفس.
وهكذا.. فهذه بعض المشروعات التي يمكن الإضافة إليها أو أخذ بعضها حسب الظروف، كما يمكن عمل حفلة يعرضون فيها ما أنجزوه من المشروعات، ويكون لها برنامج يُدعى فيها الأقارب والجيران والأصدقاء، ومكان الحفل يمكن أن يكون سطح عمارة مثلاً، ويمكن عمل معرض يعرض فيه ما أنتجوه من أعمال فنية ومنتجات أسر منتجة.
في نهاية العطلة يقارن ما كان مرادًا فعله والذي تمَّ تحقيقه، ومعرفة الإيجابيات والسلبيات؛ حتى لا تحدث في المرة القادمة.
نسأل الله أن يعيننا على حسن استغلال وقت العطلة وكل الأوقات