عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-08-2011, 06:31 PM
خالد عبده خالد عبده غير متواجد حالياً
طالب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: القاهره
المشاركات: 21
إرسال رسالة عبر MSN إلى خالد عبده
افتراضي ما بعد الليله الأخيرةللشاعر فاروق جويده

ما بعد الليلة الأخيرة
وقلنا كثيرا
وكان المساء حزينا حزينا
وطافت على الصمت
كل الحكايا

سنين تخفت وراء السنين
ومازال قلبى طفلا بريئا
يحدق فيكِ
ويحبو اليكِ
كأنى على الأمس ماتت خطايا

تغيرت الارض فى كل شىء
ومازلت أنتِ
نقوشا على العمرِ
وشما على القلبِ
ضوءا على العينِ
مازلت أنت بكارة عمرى
شذا من صبايا

رأينا الليالى على راحتينا
رماداً من الشوق
طيفا بعيدا
يثور ويهدأ
بين الحنايا

فعطركِ هذا الذى كان يأتى
ويسرق نومى
وشعركِ هذا الذى كان يهفو
ويسفك دمى
وصوتكِ هذا الذى كان يخبو
فأشقى بهمى

وقلنا كثيراً
وأحسست أن الزمان
الذى ضاع منا
تجمع فى العين حبات دمعٍ
وأصبح نهرا من الحزن يجرى
يسد الطريق

وأن الدموع التى فى المآقى
غدت فى عيونك أطياف ضوء
وصارت بقلبى
بقايا حريق

أكاد أعانق عينيك شوقاً
وأنتِ أمامى
وبينى وبينكِ
درب طويل
وخلف المسافاتِ
جرح عميق

وأحسست أنى لأول يوم
رجعت أردد بعض الحروف
وعاد لسانى يحبو قليلا
وينطق شيئا

فمنذ سنين
نسيت الكلام
وقلنا كثيرا
وأحسست أنك حين ذهبتِ
أخذت من العمر كل البريق

فلم يبق فى العمر غير الصدأ
وأن دمى تاه بين العروق
وخاصم نبضى
وماذا سيفعل نبض غريق

وأحسست أنك يوم ارتحلت
أخذت مفاتيح قلبى
فما عاد يهفو لطيف سواك
وما عاد يسمع الا نداك

وأنك حين أرتحلت
سرقت تعاويذ عمرى
فصار مباحاً
وصار مشاعاً

وأنى بعدك بعت الليالى
وفى كل يوم يدور المزاد
أبيع الحنين
أبيع السنين
وأرجع وحدى
وبعضى رماد

وأنى أصبحت طفلا صغيرا تشرد عمرا
وصار لقيط على كل بيت
وصار مشاعا على كل صدر
وصار خطيئة عمر جبان

وأحسست انى
تعلمت بعدكِ
زيف الحديث
وزيف المشاعر
تساوت على العين كل الوجوه
وكل العيون
وكل الضفائر

تساوى على العين لون الوفاء
وزيف النقاء
ودم الضحايا

تساوت على القلب كل الحكايا
فما عدت أعرف عطر الحلال
وعطر البغايا

وقلنا كثيرا وعدت افتش فى مقلتيك
وألقى رحالى على شاطئيك
وأبحرت

أبحرت فى مقلتيك
لعلى أرى خلف هذى الشواطىء
وجهى القديم الذى ضاع منى
وفتشت عنه السنين الطوال
لقد ضاع منى منذ ارتحلت

رأيتك وجهى الذى ضاع يوما
بنفس الملامح
نفس البراءة
نفس البكارة
نفس السؤال

وقلنا كثيرا وعند الصباح
رأيتك فى الضوء
ذرات شوق أبت أن تضيع
لمحتك فى الصبح أيام طهر
تراجع فيها نداء الخطايا

وزهرة عمر أبت أن تزف لغير الربيع
فمازلت أنت الزمان الجميل
--وكان الوداع هو المستحيل
--وكان الوداع هو المستحيل

فيا شهرزاد التى فارقتنى
والقت على الصبح بعض الرماد
ترى هل قنعت بطيف الحكايا
ترى هل سئمت الحديث المعاد
وقلنا كثيرا وعند الصباح
رجعت وحيدا ألملم بعضى
وأجمع وجها تناثر منى
وفوق المقاعد تجرى دمايا
وعدت أسائل عنك المقاهي
وأسأل رواد هذا المكان
فيصفع وجهي حزن كئيب
ولم يبق في الصمت
إلا ندايا
فما زال عطرك في كل شيء
ومازال وجهك خلف الجدار
وبين المقاعد
فوق المرايا
ترى كان حلما
على كل ركن تئن البقايا
فما كنت أنتِ
سوى شهرزاد
وما كان عمري..
غير الحكايا...
رد مع اقتباس